..لمحة تاريخية عن جامع البازار..يقع متربعاً في منطقة مليئة بالصروح الأثرية، حيث تنتشر فيها الأسواق القديمة كسوق "الصباغين" وسوق "الداية" وسوق "المقبي"، وحمام قديم يعود لعائلة "المطرجي" العريقة، تعددت أسماؤه مابين جامع "العشر" وجامع "الصغير"، وأخيراً سمي بـ"جامع البازار" نسبة للمنطقة التي تحيط به، والتي تدعى بمنطقة البازار حالياً.
يعود تاريخ بناء المسجد كما هو مدون على لوحة طينية تعلو باب الحرم الأول إلى 1240 هجري و1824 للميلاد، حدثنا بعض التجار الذين يملكون محال في محيط المسجد بأن العرف الشفوي الشعبي يؤكد أن البناء قد أنشئ مكان مسجد قديم يعود إلى زمن الفتح العربي، فهو أقيم في مكان مسجد قديم ، وهذا ما أكده لموقع elatakia الباحث الأثري الأستاذ "جمال حيدر" مدير دائرة آثار "اللاذقية" يوم حيث قال:
«المسجد أقيم بموقع مسجد قديم يعد أول مسجد في "اللاذقية"، وقد وضع أساسه الصحابي الجليل "عبادة بن الصامت" الأنصاري، وللمسجد مدخلين غربي
وجنوبي يوصلان إلى صحن المسجد الذي هو عبارة عن فسحة سماوية مكشوفة سقفت حديثاً بألواح التوتياء، ويتبع الصحن المقصود من الناحية الشرقية فسحتين سماويتين مكشوفتين أمام حرم المسجد، فهو عبارة عن مستطيل مسقوف بستة عقود حجرية، ومأذنة جامع متوسطة الارتفاع، وتنتصب على أعلى قاعدتها من جهة الجنوب مزولة شمسية مرسومة على بلاطة مستطيلة من الرخام مثبت عليها شاخص مائل بواسطته يمكن التعرف على ساعات النهار ولا يحتوي المسجد على أي لمسات فنية عمرانية باستثناء بعض الزخارف على المدخل والمأذنة ويجاور المسجد من الجهة الغربية حمام قديم يعود تاريخه إلى الفترة التي أشيد بها الجامع
ويعرف باسم حمام البازار».
ونقف مع بعض الكلمات لإمام وخطيب مسجد البازار الأستاذ الشيخ "بلال شاهين" حيث قال:«المسجد قديم جداً وكما ترون هو مقصد سكان السوق هنا في منتصف المدينة، حيث يتسع المسجد إلى 400 مصل تقريباً تقام فيه أيضاً حلقات تحفيظ القرآن الكريم ضمن سلسلة معاهد الأسد المنتشرة في جميع أنحاء الأراضي السورية ومساجدها، وكان المسجد كان قد خضع منذ 30 عاماً إلى عملية ترميم سطحية على يد الأستاذ "منير منجفيكا" وطالت العملية الترميمية واجهة المسجد وبعض جدرانه الداخلية».
ويتابع الأستاذ "شاهين":«يسمى المسجد بجامع "العشر" نسبة إلى اسم الحي الموجود فيه والمعروف
قديماً بحي بحارة العشر، ويعرف أيضاً بجامع الصغير مقارنة بالجامع الكبير الذي بناه الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي بعد استرجاعه للاذقية من يد الفرنجة ولكن المسجد حقيقة أكبر من المسجد الكبير، فالتسمية تعكس وضعه يوم أنشأ الظاهر "غازي" مسجده وبالتالي فهو أقدم منه».
أحد المصلين ويدعى "محمد سراجي" حيث قال حين ساله أحد الكتًاب ضمن صحن المسجد":«أنا تاجر متنقل ولست من سكان "اللاذقية"، آتي إلى هنا لأصلي نظراً لقربه من مكان عملي ولكن شيء ما يشدك إلى هذا المكان، فمذاق مائه وبرودتها والسكون الذي تشغله مساحاته المترامية رغم صغرها، فالمكان له سر لا يعلمه إلا الله عز وجل