إخوتي وأخواتي اسمحوا لي أولاً أن أروي لكم قصّة السيد عادي .قبل أن ندخل في الحوار حولها!!!!
وُلد السيد عادي في قرية عادية، وتربىّ تربية عادية ، ودخل مدرسة عادية ، وكان أداءه في المدرسة عاديا ،ثم انتقل إلى ثانوية عادية ، وكانت درجاته عادية ، ثم انتقل إلى كلية عادية في تخصص عادي ،وكانت درجاته عادية ، وتخرج السيد عادي من الكلية بطريقة عادية ، وحصل على وظيفة عادية في مؤسسة عادية ، وكان معاشه عاديا
وبعد ذلك .. تزوج السيد عادي من فتاة عادية ، وأنجب أولادا عاديين وتربوا تربية عادية ، وكبر الأولاد بطريقة عادية وأدخلهم مدرسة عادية ، ودرسوا دروس عادية ، وتقاعد السيد عادي من عمله بطريقة عادية ، إذن .. عاش السيد عادي في حياته بطريقة عادية .. وفي النهاية .. مات أيضا بطريقة عادية ..
وماذا يعني هذا ,,
قبل أن نقول ماذا يعني دعونا نتساءل:
كم هي النسبة المئوية بين البشر الّذين يعيشون ويموتون بنفس قصّة السيّد عادي؟؟؟؟
الجواب هو أنقله عن الدكتور طارق السويدان عن إحصائيّة علميّة دقيقة لإحدى مراكز التنمية البشرية المتخصصة,,
كم تتوقّعون النسبة؟؟
النسبة هي 98% من البشر يعيشون ويموتون بنفس قصّةالّسيدعادي
وأنّ 2% من البشر هم الذين يصنعون الأحداث ويؤثرون في مسار البشريّة
وهم ما يمكن تسميتهم المبدعون أوالمتميّزون,
وهنا يذكر الدكتور طارق سويدان أنّه حج مع الرسول أكثر من 100 ألف من أصحابه لكن عدد الذين ذكرهم التاريخ منهم في مختلف الروايات لا يتجاوز 2500 صحابي فقط هم الذين أثّروا في خط الأحداث وتغيير وجه العالم.
نعم أحبّتي دعونا نتساءل:
لماذا نرضى دائماً بالأسلوب النمطي للتفكير؟؟
أين الأفكار التي يمكن أن نخرج بها من ال98 % إلى ال2%؟؟
لماذا دائماً لا نملك الجرأة على تغيير القوالب العتيقة التي فصّلها غيرنا وحصرنا أنفسنا فيها؟؟
لماذا نحصر أنفسنا دائماً في مقولة(شو بدها تقول علينا النّاس)كسلاح نشهره في وجه كل من لديه رغبة في التغيير؟؟
لماذا لا تبدع أسلوب جديدلنمط حياتك دون الالتفات لرأي الآخرين؟؟
لماذا نكتفي دائماً بالتنظير ولانجرؤ على التقدم بأي خطوة عمليّة؟؟
وربما لديكم الكثير من هذه اللماذا؟؟
فدعونا نبحث عن إجابات لها علّنا نجد أحد شبّاننا أو فتياتنا يخرجون مندائرة الظل العامة إلى دائرة الإبداع الخاصّة,,
وختاماً ولو أطلت عليكم دعوني أقصُّ لكم هذه القصّة القصيرة التي حدثت معي:
قابلني أحد أصدقائي وهو من طلاّب العلم وقال لي تعال معنا إلى بيت فلان لنقرأ ختمة شريفة للمصحف على روح فلان,,
فأبديتُ شيئاً من التحفّظ, فقال ما بكَ ألا ترغب بالذّهاب معنا أم إنّك تتبع القائلين بعدم وصول ثواب قراءة القرآن للأموات ..
فقلت له لا ليس هذا ما أقصده أبداً فيمكنني أن أقرأ القرآن على نيّتي وليس وفقاً لنوايا الآخرين
ولكنّني أرى أن القرآن كتاب حياة ونحاول أن نحصره في عالم الأموات,,
فلا نجتمع على قراءته إلاّعند الموت ,,وعندما نستمع إليه يصدر عن أحد المنازل لا نتوقع إلاّ وفاة إنسان ,,
هذا هو المتبادر للذّهن أولاً فقال لي عندك حق
ولكن إن شاء الله فيها فائدة
فقلت له نعم ولكن شو رأيك أن نكسر هذه القاعدة على نطاق حارتنا على الأقل ونجتمع مرّة على قراءة ختمة للمصحف فيغير حالة وفاة
فقال لي كيف ؟؟
قلت له نختم القرآن مثلاً مرّة في مناسبة كتب كتاب مثلاً أو نجاح طالب أو ...أي مناسبة تتّسم بالسعادة
فقال لي موافق وإن شاء الله سيكون كتب كتابي قريب وأنت مدعو للختمة ,,
وكان ذلك وفعلاً اجتمعنا وبدأنا القراءة,,فكان كل ما دخل أحدهم إلى الصالة التي كنّا نجلس فيها
يقول( خيرالله يكفينا شّركم)..وعندما نشرح له الموقف يستغرب ويقول ( والله أول مرّة بسمعها ) أو( عشناوشفنا)
فما رأيكم ألسنا أسرى لقوالب عتيقة فصّلها لنا الآخرون وارتضيناها دون أن نفكّر في طبيعتها أو حتى مجرّدتحسينها؟؟
فهل فينا من يجرؤ على المساس بهذه القوالب؟؟؟